اسمه الحركي Yuanhua وكان من Qiao في إمارة Pei، وكان اسمه الأصلي Fu، وسافر ودرس في أرض Xuchang، ودرس أيضاً الكتب القديمة في نفس الوقت، Chen Gui عمدة إمارة Pei أعطاه ترشيح البر والأمانة واستدعاه وزير الحرب Huang Wan ورفض Hua Tuo التعيينات، وكان يعلم طرق إطالة العمر واعتقد الناس أن عمره فاق المئة عام لكنه كان بمظهر الشاب الصغير.
كان متمرساً في الأدوية، وعلاجه للأمراض، وإن خلط الحساء بآخر لم يكثر الأنواع في الخليط، وكان يحفظ الجرعات ولم يحتج إلى وزنها، وكان يغلي الدواء ثم يوصي بشربه ويشرح محاذيره ثم يغادر المنزل وكان المريض يلقى الشفاء الآني، وإن عالج بالكيّ لم يزد عن موضع أو اثنين، ولم يكوي ذات الموضع أكثر من سبع أو ثمان مرات قبل أن يزول المرض، وإن استخدم الإبر لم يزد أيضاً عن موضع أو اثنين، وكان يقول "يجب أن اسحب هذا المقدار، أخبرني إن بلغناه" وكان المريض يخبره قائلاً "بلغناه" ثم يسحب Hua Tuo الإبرة ويزول المرض، إذا تجمع المرض في الداخل حيث لا تصل الإبر أو الأدوية وتصبح الجراحة ضرورة، كان يسقي المريض من مسحوق المسكن المغلي، وهذا يذهب عقل المريض ويتركه كالميت بلا إدراك، وحينها كان Hua Tuo يشق جسد المريض ويخرج المرض، وإن كان المرض في الأمعاء كان Hua Tuo يفتح ويغسل ويخيط المعدة ويضع المرهم وكان يُشفى المريض في أربع أو خمس أيام دون ألم، وخلال شهر كان المريض يعود إلى سابق عهده.
المؤرخ Pei Songzhi: شكل كتابة كلمة "fu" القديم يشبه "zhuan" ولذلك من المستحيل التمييز بينهما في الكتابة، وبما أن اسم Hua Tuo الحركي هو Yuanhua، لا بد أن اسمه Fu.
كانت زوجة العمدة السابق لـ Ganling في الشهر السادس من الحمل، وآلمها بطنها وتضايقت، وتفحص Hua Tuo شرايينها وقال "قد مات الجنين" وطلب من أحداهن تحسس مكان الجنين في رحم المرأة وقال إن كان الجنين على يسار الرحم فهو ذكر وإن كان على يمينه فهي أنثى، وقالت "بل هي على اليسار" فأعد Hua Tuo حساءً وبعد شربه وضعت المرأة الجنين وكان ذكراً ميتاً بالضبط كما قال، وتشافت مباشرةً.
أوجعت مسؤول البلدة Yin Shi أطرافه [أي ذراعيه ورجليه] وجف حلقه ولم يطق سماع أصوات الناس ولم يستطع قضاء حاجته، فقال Hua Tuo "أطعموه الطعام الحار، فإن تعرّق سيشفى، وإلا سيمت في ثلاثة أيام." فجرب الطعام الحار ولم يتعرق، فقال Hua Tuo "حيويته محتبسة، سيذرف الدموع ويموت" وحصل بالضبط كما قال Hua Tuo.4.
المسؤولان Er Xun و Li Yan زارا [Hua Tuo] معاً وكان قد أعياهما نفس الصداع والألم وارتفاع حرارة الجسم، فقال Hua Tuo "على Er Xun طرد العلة بالإسهال، و Li Yan بالتعرق" وأعطاهما أدويتهما وشفيّ الاثنان في صباح اليوم التالي.
قصد Yan Xin من Yandu وآخرون Hua Tuo وعندما وصلوا إليه قال له Hua Tuo "هل جسدك جيد من الداخل أم لا؟ [بمعنى: أتشكي علةً؟]" فقال Yan Xin "حالي كما العادة" فقال Hua Tuo "لديك مرض شديد ظاهر على وجهك، لا تشرب المزيد من الخمر" انتهى الاجتماع وعاد الضيوف وسافروا بضع كيلومترات وفجأة أحس Yan Xin بالدوران وسقط من عربته وحمله أحدهم إلى منزله ومات Yan Xin في الليل.
مرض المشرف السابق Dun Zixian وتشافى ثم زار Hua Tuo ليتفحص شرايينه، فقال Hua Tuo "ما زلت مريضاً ولم تشف، لا تشق على نفسك بالعمل، إن جامعتَ فمصيرك الموت، وفي موتك سيطول لسانك بضعة بوصات." سمعت زوجته أن مرضه قد زال فقطعت خمسين كيلومتراً لزيارته وأمضت معه الليلة وأتاها ثم عاوده المرض بعد ثلاثة أيام كما قال Hua Tuo.
مرض المشرف Xu Yi وزاره Hua Tuo لكي يتفحصه، فقال Xu Yi له "في الأمس طلبت من مسؤول القسم الطبي Liu Zu أن يعالجني بالإبر [الإبر الصينية] وعندما فرغ جاءني الوجع وأعياني السعال ولم أعد أطيق الاستلقاء" فقال Hua Tuo "الإبرة لم تصب قناة المعدة بل وخزت الكبد، سيقل طعامه يوماً عن يوم، وسيموت بعد خمسة أيام." وكان الأمر كما توقع Hua Tuo تماماً.
مرض ابن Chen Shushan من Dongyang ذو السنتين وكان يبكي ألماً عند قضاء الحاجة، وهَزُل وضعف جسده، وطلب Hua Tuo الذي قال "كانت حيويته قوية في بطن أمه لكن حليبها أضعفه وانتقل مرضها له، وذلك يؤخر شفاءه" فأعطاه Hua Tuo دواءً من حبة مكونة من أربعة مقادير وشفي في عشرة أيام.
لدغ عقرب يد امرأة من Pengcheng وهي في دورة المياه فأنّت وبكت دون توقف، أعد Hua Tuo حساءً ساخناً ووضع يدها به وفي النهاية تمكنت من النوم وطلب من الناس تجديد الحساء بين فترة وأخرى، كلما برد الحساء وضعت يدها في حساء ساخن، وتشافت مع الفجر.
مرض مسؤول الجيش Mei Ping وأزال اسمه من السجلات وعاد إلى موطنه في Guangling وتوقف في الطريق في منزل قريبٍ له على بعد مائة كيلومتر من Guangling، وصدف أن وصل Hua Tuo إلى ذات المنزل وطلب صاحب المنزل من Hua Tuo أن يفحص Mei Ping وقال Hua Tuo لـ Mei Ping "لو أنك قابلتني مبكراً لما آلت الأمور لهذا، الآن المرض محيط بالجسم، عليك الإسراع إلى عائلتك لتراهم فإن موتك قادم في خمسة أيام." فعاد Mei Ping بسرعة وجرت الأمور وفق حسابات Hua Tuo.
كان Hua Tuo مسافراً في الطرقات وقابل شخصاً مريضاً بحلقوم مسدود ولم يقدر على ابتلاع الطعام، وحملته عائلته على عربة ليذهب إلى طبيب، وسمع Hua Tuo أنينه فأوقف العربة ودخل لكي يتفحص المريض ثم قال لأسرته "مررنا سابقاً ببائع مخبوزات على الطريق لديه خبز عليه ثوم مطحون، احصلوا منه على لتر ونصف منه [الثوم الموضوع في الماء] وليشربه، وسيشفى من تلقاء نفسه."
فعلت العائلة كما أوصى Hua Tuo وفوراً تقيأ الرجل أفعى، وتعلق الرجل من طرف العربة طالباً مقابلة Hua Tuo، ولم Hua Tuo قد عاد وكان هناك أطفال يلعبون أمام الباب فقالوا لأنفسهم "يبدوا أنه قابل جدنا! لعله كان مريضاً" فتقدم المريض لدخول المنزل والجلوس ورأى عشرات من نفس الأفعى على الجدار الشمالي للمنزل.
مرض أحد مدراء المقاطعات واعتقد Hua Tuo أن الرجل سيُشفى إن غضب، لذلك قبل منه الهدايا لكنه لم يعالجه وغادر وترك رسالة يلعنه فيها، وغضب المدير جداً وأمر بمطاردة Hua Tuo والقبض عليه وقتله، وكان ابن المدير يعلم بذلك فأمر الجنود أن لا يطاردوه، وبلغ غضب المدير ذروته ثم كح دماً وتماثل للشفاء.
أيضاً كان هناك عالم مسؤول يعاني من انزعاجات، فقال له Hua Tuo "ان مرضك عميق، عليّ شق بطنك لأخرجه، لكن يتبقى من عمرك اقل من عشر سنوات، ولن يقتلك المرض، الأفضل أن تتحمل المرض عشر سنوات ثم حينها تنتهي حياتك، لا يستحق الأمر أن تشق بطنك." العالم المسؤول لم يتمكن من تحمل الألم والحكة وعزم على التخلص منه، ولذلك قام Hua Tuo بالعملية وأزال المرض وفعلاً توفي المسؤول بعد عشر سنوات.
مرض Chen Deng مدير Guangling، وشعر بآلام وانزعاجات في صدره، واحمّر وجهه، ولم يستطع تناول الطعام فزاره الطبيب الشهير Hua Tuo وتفحص شرايينه وقال: "في معدتك أكثر من شينغ من الديدان (الشينغ وحدة قياس حجم للسوائل، تعادل خُمس لتر)، وتنوي تلك الديدان أن تصبح قرحة، وسبب تواجدها هو أنك تناولت طعاما نيئاً." وبعدها حضّر Hua Tuo شينغيّن من الحساء، فشرب Chen Deng نصفه ثم انتظر قليلاً ثم شرب النصف الآخر، وبعد ذلك بقليل تقيأ ثلاثة شينغ من الدود ذا الرأس الأحمر، والذي كان لا يزال يتحرك في الأرض، ومعه شرائح من السمك النيئ وزال الألم، فقال Hua Tuo له "سيعود المرض بعد ثلاث سنوات، اعثر على طبيب جيد يعالجك حينها" وفعلاً عاد المرض لكن Hua Tuo لم يكن موجوداً فمات Chen Deng بسبب المرض.
سمع Cao Cao بـ Hua Tuo فطلبه ولازمه Hua Tuo عن يمينه وشماله، وكان Cao Cao يعاني من صداع جعل قلبه يضطرب وبصره يغبش، وكان Hua Tuo يخز غشاء Cao Cao الحاجز بإبرة فيزول الألم على يده.
سيرة Hua Tuo غير الرسمية: كان هناك شخصٌ مريض بكلا قدميه ومعاق ولم يقدر على المشي، وزار Hua Tuo على عربة، فرآه Hua Tuo وقال "لقد تلقيت بالفعل ما يكفيك من الإبر والكيّ وتناولت الدواء، لا أحتاج الانتظار لكي افحص شرايينك." ثم طلب منه نزع ثيابه، ووضع علامات على عشرات من المواضع [على جسده] وكانت بعضها متقاربة على بعد ثلاث سنتيمتر، وبعدها متباعد على بعض خمسة عشر سنتيمتر، وحتى أشكال العلامات لم تتشابه فمنها الخطوط المرسومة بالعرض ومنها الخطوط المقوّسة، وأخبره أن يكيّ كل موضع عشر مرات، وبعد الكيّ تماثل الرجل للشفاء وقدر على المشي، وبعد الكي أصبحت المواضع على خط مستقيم على امتداد العمود الفقري كالحبل ومتباعدة بثلاث سنتيمترات وامتد بعضها إلى الأذرع والأقدام.
اشتد المرض على زوجة الجنرال Li، واستدعى Hua Tuo ليفحص شرايينها فقال "إجهاض ولم يخرج الجنين بعد" وقال الجنرال "فعلاً كان هناك إجهاض، لكن الجنين إزيل بالفعل" فقال Hua Tuo "بالنظر إلى الشرايين، الجنين لم يخرج بعد" واعتقد الجنرال أنه مخطئ، وخرج Hua Tuo وتحسنت حالة الزوجة قليلاً وبعد أكثر من مئة يوم عادوها الألم فطلب Hua Tuo الذي قال "الشرايين كما لو أنها للتو ولدت، في السابق كانت ستلد جنينين، وخرج الأول مع الكثير من الدماء ولذلك لم يقدر الآخر على الخروج، ولم تحس الأم بذلك ولم ينتبه الناس حولها، ولم يحاولوا إخراج الجنين ولذلك لم يولد، الجنين ميّت، ولن تعود الشرايين إلى طبيعتها، وهذا يجفف ظهر الأم ويسبب الكثير من الآلام لظهرها، الآن اشربي هذا الحساء وسأضع الإبرة في موضع واحد وسيخرج الجنين الميّت" وبعد شرب الحساء وغرز الإبرة، تألمت المرأة كأنها على وشك الولادة، وقال Hua Tuo "الجنين الميّت جف منذ زمن بعيد ولا يمكنه الخروج لوحده، من الأفضل أن يسحبه شخصٌ ما" وفعلاً خرج طفل ذكر ميّت، له أيد وأقدام مكتملة النمو، لونه أسود، طوله قدم تقريباً.
فكانت موهبة Hua Tuo حاسمة على ذلك النحو لكنه كان بالأصل عالماً ووجد قوت يومه في ممارسة الطب وأحزنه ذلك، ولاحقاً أصاب Cao Cao مرضٌ خطير أثناء فترة حكمه فطلب Hua Tuo شخصياً وقال Hua Tuo "علتك هذه لا يُرجى شفاؤها ولكن تأخيرها سنين وشهور."
وفكر Hua Tuo في العودة إلى موطنه بعد أن أمضى زمناً طويلاً مغترباً فقال "كتب لي أهلي وإني أود العودة لفترة مؤقتة لا أكثر." وعندما وصل إلى منزله ادعى أن زوجته مريضة فطلب مزيداً من الوقت ولم يرجع، وكتب له Cao Cao مراراً وأمر المقاطعة و البلدة بجلبه، وكره Hua Tuo موهبته [في الطب] وكره العمل مقابل أجر فلم يلبِ النداء ويسافر، وغضب Cao Cao جداً وأرسل شخصاً يحقق، فإن كانت الزوجة مريضة حقاً يُصرف لـ Hua Tuo مقدار ثمانمائة لتر من الحبوب الصغيرة ويُعفى من مهلة الاستدعاء، وإن كان مخادعاً فيُقبض عليه ويُرسل إلى Cao Cao.
فأُرسل في نهاية المطاف إلى سجن Xuchang وهناك اعترف أثناء الاستجواب، وشفع Xun Yu له قائلاً "إن Hua Tuo ماهرٌ حقاً في أساليبه، وتعتمد حياة الكثير من الناس عليه، من الملائم التغافل والعفو عنه" فقال Cao Cao "لا داعي للقلق، ألا يوجد مثل هذا الجرذ في البلاد؟" فأمر بإعدام Hua Tuo.
عندما واجه Hua Tuo الموت أخرج مخطوطة إلى مسؤول السجن وقال له "هذه يمكنها إنقاذ الناس" وخشى المسؤول القانون ولذلك لم يقبلها ولم يجبره Hua Tuo وطلب إحراقها، وبقي صداع Cao Cao بعد موت Hua Tuo، فقال Cao Cao "كان Hua Tuo يقدر على علاج هذا، أبقى ذلك الرجل الحقير على مرضي ليبقى مهماً، حتى لو أني لم اقتل ذلك السيد لأبقى مرضي وما اقتلعه."
لاحقاً عندما مرض Cao Chong ابن Cao Cao المحبوب قال Cao Cao "أنا نادم على قتل Hua Tuo لأن ذلك أدى لموت هذا الابن بسبب المرض."
سابقاً مرض مسؤول الجيش Li Cheng وكح وهو يتألم، ولم ينهض طيلة الليل والنهار، وكان أحياناً يسعل الدم والصديد، فسأل Hua Tuo عن علته فأجاب Hua Tuo "مرضك في الأمعاء فذلك الذي يخرج مع الكحة ليس من الرئتين، سأعطيك عشرة غرامات من مسحوق ثم ستكح نصف لتر من الدم والصديد ثم إن اعتنيت بنفسك ستُشفى في غضون سنة واحدة لكن المرض سيعاودك بعد ثمانية عشر سنة، وآنذاك عليك تناول نفس المسحوق وسيكون فعالاً وتُشفى وإن لم تجده ستموت" فصنع له Hua Tuo عشرة غرامات أخرى من المسحوق وأخذها Li Cheng وغادر.
بعد خمس إلى ست سنوات، مرض أحد المقربين منه بمرض مشابه فقال لـ Li Cheng "انت الآن متعافٍ وأنا على وشك الموت، كيف تطيق أن تكنز الدواء في وقت الرخاء منتظراً نبوءة المصائب؟ أعرني الدواء لأُشفى وسأطلب من Hua Tuo جرعة أخرى لك" فأعطاه Li Cheng الجرعة ثم ذهب إلى Qiao وصدف أن ألقي القبض على Hua Tuo ولذلك لم يتمكن من تلبية وعده وبعد ثمانية عشر سنة عاد مرض Li Cheng ولم يكن له دواء فمات.
سيرة Hua Tuo غير الرسمية: قابل شخصٌ خلال فترة Qinglong [من 233م إلى 237م] مدير Shanyang الذي كان من Guangling واسمه Liu Jingzong، وقال Liu Jingzong أنه خلال فترة Zhongping [من 184م إلى 189م] قابل Hua Tuo أكثر من مرة، وقال أن سرعته في علاج الأمراض وتفحص الشرايين مثل الأشباح.
أصبح Liu Xun من Langya مدير Henei وكان لديه ابنة تبلغ حوالي عشرين سنة من العمر، وكان لديه تقرحات في ركبتها اليسرى وكانت تحكها دون ألم، وشفيت القرحة لبضعة عشرات أيام ثم عادت، وتكرر ذلك لسبعة أو ثمان سنوات، فاستدعى Hua Tuo لكي يتفحصها وقال Hua Tuo "من السهل علاجها، اجلب كلباً أصفراً بلون قشر الأرز وحصانين جيدين."
ثم ربط رقبة الكلب بحبل وجعل الحصانين يجريان ويسحبان الكلب بأقصى سرعة، وعندما تعب الحصانين بدلهما وجرت الأحصنة عشرة كيلومتراً وحينها أنهكت، وعندها أمر رجلاً بسحب الكلب مسافة سبعة عشر كيلومتراً، ثم أعطى Hua Tuo الفتاة دواءً جعلها تنام، وأخذ سكيناً كبيرة وشق بطن الكلب بجانب رجليه الأماميتين، وقرّب الشق إلى ركبة الفتاة على بعد ستة إلى تسعة سنتيمترات، ثم خرج ما يشبه الأفعى من الركبة المتقرحة، فضربها Hua Tuo فوراً بشوكة حديدية على رأسها، وتقلبت الأفعى فترة من الزمن ثم توقفت، وسحبوها معاً وكان طولها ثلاثة أقدام، وكانت تشبه الأفعى تماماً غير أن محاجر أعينها كانت بلا أعين وكانت قشورها معكوسة، ثم وضع Hua Tuo مسحوقاً مرهماً على القرحة وتشافت بعد أسبوع.
أيضاً كان هناك رجل عانى من صداع ودوخة مزمنة ولم يقدر على رفع رأسه أو فتح عينيه سنوات طويلة، طلب منه Hua Tuo إزالة ثيابه وعلقه من قدميه بحيث ارتفع رأسه مسافة ثلاث إلى ست سنتيمترات على الأرض ومسح جسده بثياب مبللة حتى ظهرت عروقه، وكانت عروقه من ألوان مختلفة، فطلب Hua Tuo من تلاميذه شق العروق بالسكاكين حتى خرج كل الدم الملوّن، وعندما أصبح الدم أحمراً أنزل الرجل ووضع عليه مرهماً وتوقف النزيف وأخذ الرجل يتصبب عرقاً وجعله يشرب مسحوقاً مصنوعاً من دم كلب، ثم وقف الرجل وشفي.
أيضاً كانت هناك امرأة مرضت سنوات طويلة وكان مرضها يسمى "البرد والحر المتناوبان"، فطلب Hua Tuo منها خلال شتاء الشهر الحادي عشر الجلوس على حوض من حجر، وسكب عليها دلواً من الماء البارد فجراً وقال أنه يجب القيام بذلك مائة مرة، وبعد سبعة أو ثماني دلاء ظهرت وكأنها على وشك الموت، وخاف الخدم من الاستمرار لكن Hua Tuo أمرهم بإكمال المئة، وعندما وصلوا إلى السكبة الثمانين تصاعد من جسدها هواء حار إلى ارتفاع قدمين أو ثلاثة، وعند السكبة المائة أمرهم Hua Tuo بإيقاد النار بجانب سريرها لتدفئته وغطاها ببطانية ثقيلة وبعد فترة قصيرة خرج العرق من جسدها فوضع عليها مسحوقاً وجف العرق وتشافت.
أيضاً كان هناك شخصٌ لديه ألم حاد في معدته وتساقط شعر رأسه وحاجبيه بعد عشرة أيام، فقال Hua Tuo "الطحال متضمر جزئياً ويجب شق البطن لعلاجه" فأعطاه منوماً ثم فتح بطنه ووجد الطحال متعفناً فقطع الجزء المتضرر ونظف اللحم المضمحل ووضع مرهماً على الجرح ثم أعطاه دواءً يشربه وشفي الرجل في مئة يوم.
تتلمذ كلٌ من Wu Pu من Guangling و Fan E من Pengcheng عند Hua Tuo، وقلّد Wu Pu طرق Hua Tuo في العلاج وانقذ الكثير وأراحهم من الألم، وقال له Hua Tuo "جسم الإنسان يحب الحركة لكن لا ينبغي إنهاكه، بواسطة الحركة والتنفس يُهضم الطعام ونحصل على الطاقة التي ينقلها الدم في الشرايين وبهذا لا يثبت المرض جذوره، الأمر مثل مقبض الباب الذي لا يصدأ بسبب كثرة الاستخدام، ولهذا مارس السلف فنون حركة وتمدد الجسم، وقلدوا التفاف رقبة الدب والبومة ومدوا ولفوا الخصر والجسم وحركوا كل المفاصل سعياً لمقاومة التقدم في السن.
أنا لدي أسلوب أسميته الحيوانات الخمسة، الأول هو النمر والثاني هو الغزال والثالث هو الدب والرابع هو القرد والخامس هو الطير، وهذا الأسلوب يطرد المرض ويقوي الأرجل والأقدام بنفس فائدة تمارين التمدد القديمة المسماة Daoyin، فإذا انزعج الجسم عليك بإحدى وضعيات الحيوانات حتى يرطب العرق الجلد ثم ضع عليه المسحوق وستحس بالخفة والرشاقة وتعود شهيتك" طبق Wu Pu ذلك وعاش إلى فوق سن التسعين وحافظ على حدة سمعه وبصره وصحة أسنانه.
أجاد Fan E العلاج بالإبر، واتفق الأطباء العاديين أنه لا ينبغي استعجال غرس الإبر ما بين الصدر والظهر وأنه يجب الاكتفاء بغرسها بعمق أقل من 4 فين [تعادل 13 ميليمتر] لكن Fan E كان يدخل الإبر في الظهر بعمق 1-2 تسون (يعادل 3-7 سنتيمتر) وفي الصدر بعمق 5-6 تسون [يعادل 16-20 سنتيمتر] في منطقة تسمى juque وكان ذلك يشفي الجميع، وطلب Fan E من Hua Tuo تعليمه طريقة صناعة دواء يفيد الجسد فأعطاه Hua Tuo وصفة أسمها "الأوراق المصقولة والمسحوق الأزرق" وقال: "ضع شينغ واحد من الأوراق المصقولة [يعادل خُمس لتر] مع أربعة عشر ليانغ مع المسحوق الأزرق المخضر (تعادل 700 غرام) فإن واظبت على تناول هذا الدواء سيزيل الطفيليات الثلاث ويفيد الأعضاء الخمسة وينير الجسد ويحفظ الشعر من الشيب، وتبع Fan E هذه التعليمات وعاش إلى سن مئة عام، الأوراق المصقولة موجودة في كل مكان، أما المسحوق الأزرق المخضر موجود في مناطق Feng و Pei و Pengcheng و Zhaoge.
سيرة Hua Tuo غير الرسمية: الأزرق المخضر أيضاً يسمى "ربطة الأرض" وأيضاً "السمسم الأصفر" وهو يتحكم بالأعضاء الخمسة ويفيد طاقة الحياة، وفي الأصل كان يُنتج من رجل ضاع في الجبال وشاهد الخالدين يأكلونه فأخبر Hua Tuo واعتقد Hua Tuo أن به نفعاً فأخبر Fan E به وأبقى Fan E ذلك سراً، ومؤخراً لاحظ شخصٌ ما أنه مع أن Fan E كان كبير السن إلا أنه كان مفعماً بالحيوية والقوة فاستغرب وسأله عن ما يأكله وكان Fan E ثملاً فباح له بالسر دون قصد وبهذا كُشفت الطريقة وتناول العديد من الرجال الدواء وكلهم حصلوا على نتائج عظيمة.
يناقش Cao Pi موضوع Xi Jian والآخرين في كتابه Dianlun: امتنع Xi Jian من Yingchuan عن تناول الطعام وبدأ بأكل البوريا [نوع من الفطريات اسمه العلمي Wolfiporia extensa] وأظهر Gan Shi من Ganling الحيوية وتدرب على التحكم بتنفسه وبدا صغيراً رغم كبر سنه، وأجاد Zuo Ci من Lujiang فنون التنمية الداخلية، وكلهم كانوا مسؤولين عسكريين، وسابقاً عندما وصل Xi Jian لأول مرة تضاعفت أسعار البوريا في الأسواق وعرف Li Tan المستشار المتدرب في Anping بأن Xi Jian يمتنع عن القمح ويتناول البوريا فحاول تقليده وتناول البوريا وشرب الماء البارد فأصابه إسهال وأوشك على الموت، لاحقاً جاء Gan Shi واستغرب الجميع منه وحدقوا وتنفسوا بشكل منتظم، المخطط العسكري Dong Fen من Hongnong أفرط في ذلك فانسد تنفسه ولم يتعاف إلا بعد فترة طويلة، وعندما وصل Zuo Ci أراد الجميع تعلم طريقته في التنمية الداخلية وحتى المخصي Yan Jun جاء يسأل، وليس للمخصيين فائدة في هذه الأساليب لكن المرء يجري خلف كل ما هو رائج حتى يخطئ، خلال سنوات Guanghe [من 178م إلى 184م]، كان Wang Heping من Beihai مولعاً بأساليب الطاوية وادعى أنه خالد، وخدمه Sun Yong من Jinan في صغره وتبعه إلى العاصمة، وصدف أن مرض Heping ومات فدفنه Sun Yong في Dongtao مع أكثر من مئة كتاب وبضعة حقائب مملوءة بالأدوية، كلها دفنها معه، لاحقاً قال تلميذه Xia Rong أن الجثة نُهبت، وما زال Sun Yong يندم أنه لم يأخذ الكتب والأدوية المخلِّدة، وخُدع Liu Xiang من كتاب Hongbao، وغرر خطاب Zizheng بـ Jun You، لم يقتصر الغباء والضلال على شخص واحد منذ الأزل إلى اليوم.
كتاب Bian Daolun لـ Cao Zhi ملك Dong'a: جمع والدي الملك [Cao Cao] كل أصحاب المواهب الغريبة في العالم، من Ganling جلب Gan Shi ومن Lujiang جلب Zuo Ci ومن Yangcheng جلب Xi Jian، وأتقن Gan Shi تمارين مد النفس، وعرف Zuo Ci أساليب الفراش [المضاجعة] وأجاد Xi Jian الامتناع عن الطعام، وكلهم ادعوا أن أعمارهم بلغت ثلاثمائة سنة، وعلى أية حال فسبب جمع والدي لهم في مملكة Wei هو خوفه من أن يفتنوا الناس بمكرهم ويستعملوا السحر لخداع الناس، من حقاً يبحث عن الخالدين في إقليم Ying؟ أو يسعى طلباً لـ Anqi في الجزر؟ أو يترك العربات الذهبية رغبةً في ركوب السحاب؟ أو يتخلص من الخيول ويطارد التنانين الطائرة؟ في عائلتنا، الملك وولي العهد [Cao Pi] وباقي إخوتي كلنا كنا نسخر من هذه السخافات ولم نصدقها، لكن Gan Shi والآخرين فهموا أن الحاكم لم يعاملهم بشكل أفضل من المسؤولين في الرتب الدنيا، ولم يكافؤهم دون عمل، ولأنهم علموا أن الجزر يصعب إيجادها والسفر إليها، والثياب المقدسة يصعب الحصول عليها، لم ينطقوا بأي كلام منمق ووعود فارغة.
أنا اختبرت Xi Jian مرة بأن أقطع عنه الطعام مئة يوم وذهبت إلى منزله بنفسي ومكثت معه وتصرف بشكل طبيعي في مشيه ونومه واستيقاظه، الرجل العادي يموت بعد أسبوع دون طعام لكن Xi Jian كان كما رأيت، لكن ذلك لا يعني أنه أطال عمره، بل منع الأمراض ووقى نفسه شر المجاعات.
أجاد Zuo Ci أساليب الفراش وفعلاً قد يؤدي ذلك إلى إطالة العمر، لكن ذلك يتطلب عزماً قوياً لحفظ المني ولا يقدر أحد على ذلك [يعتقد الطاوية مثل Zuo Ci بأن كثرة المضاجعة تطيل عمر الرجل بشرط أن لا ينزل المني، وأن حبس المني في الجسم يحفظ قوة الحياة، وإخراجه يهدرها.] ومع أن Gan Shi كان كبير السن إلا أن مظهره كان شاباً ولهذا اكتظ الممارسون حوله، لكن إدعاءاته كانت معقدة وفارغة وبها القليل من الحقيقة والكثير من الكلمات الغريبة، وقمت مرة بإراحة طاقمي وتحدثت معه لوحدنا وسألت عن ممارساته واستخدمت الكلام الدافئ والحديث الجميل لاستمالته فقال Gan Shi لي "معلمي الأصلي كان اسم عائلته Han واسمه الحركي Shixiong، مارست معه الكيمياء في البحر الجنوبي حيث صنعنا الذهب أربع سنوات وألقينا عشرات الآلاف من الكيلوجرامات في البحر" وأيضاً قال لي "في فترة سادة Liang، جاء البرابرة من الغرب يقدمون قرابين من سجاد معطر وأجراس وسكاكين مقوّسة من يشم وأشعر بالندم أني لم أحصل على أي منها" وقال لي أيضاً "يوجد مملكة غرب Cheshi، يولد فيها الفتى وطحاله ظاهر على ظهره وهذا يقلل من طعامه ويساعده على رماية النشابة، وقال أيضاً "حصلتُ على سمكتين من سمك الشبوط طول الواحدة منها خمسة عشر سنتيمتر، وغليت إحداها في دواء ثم طبخت الإثنين معاً في حساء، أما التي غليتها في الدواء فحركت ذيلها ونفخت خياشيمها وغطست وارتفعت في الحساء بينما الأخرى أصبحت مطبوخة تماماً وجاهزة للأكل" فقلت له "هل يمكننا اختبار ذلك؟" فقال "الدواء يبعد عن هنا مسافة خمسة آلاف كيلومتر خارج الحدود، ولن يقدر غيري على العثور عليه" وليس هذا كل كلامه فحديثه كثير ويصعب تدوينه، فعمدت أن أدون أغرب حديثه فقط، ولو أنه عاصر Qin Shihuang أو Liu Che لأصبح مثل Xu Fu و Luan Da."