Zang Hong
اسمه الحركي Ziyuan وكان من Sheyang في Guangling، والده Zang Min عمل جنرال الـ Xiongnu الداخلي المتدرب ومدير Zhongshan و Taiyuan وكان مشهوراً أينما ذهب.
كتاب Han اللاحقة لـ Xie Cheng: كان Zang Min موهوباً في إدارة الأمور ولذلك دخل الحكومة وأصبح مسؤولاً بارزاً في Han، وبدأ بوظيفة مستشار إقليم Xu وحصل على توظيف في مكتب فخامة وزير الناس وأصبح والي Lunu وأعطاه محافظ إقليم Ji ترشيح الموهبة الوافرة، ولاحقاً أصبح مفتش إقليم Yang ومدير Danyang، وآنذاك كان هناك مشاكل على الحدود وغارات نهب من الـ Qiang و Hu، ورشحته المكاتب الثلاث ونقلته إلى الجنرال السيد الداخلي للـ Xiongnu، فهاجم اللصوص بامتياز واستُدعيَّ وحصل على وظيفة استشاري وعاد إلى العاصمة، وقابل الجنرال الرئيسي Yuan Feng، وسأله Yuan Feng عن شتى الولايات الغربية [أراضي القبائل الأجنبية] وعن عاداتها وشعوبها واقتصادها وزراعتها وأجاب Zang Min أن الولايات الغربية كانت بالأصل ستة وثلاثين، ولاحقاً تقسمت إلى خمسة وخمسين، وفي نهاية المطاف باتت أكثر من مئة، وأخبره أيها كانت كبيرة وأيها صغيرة، وعن الطرق والمسافات وتعداد السكان والعادات الاجتماعية وطبيعة الأرض والنباتات المحلية والحيوانات والكنوز النادرة والمنتجات المشهورة وما تشابه منها مع السهول الوسطى، وفي كل الحالات أجابت يده بشكل واضح ورسم خريطة للأرض، وأُعجب به Yuan Feng وتنهد قائلاً "مع أن Ban Gu ألّف (تقرير الولايات الغربية) كيف له أن يفوق هذا؟" ونُقل Zang Min إلى رتبة عقيد نهر Chang وأنتهى به المطاف مديراً لـ Taiyuan.
وجه Zang Hong وجسده كانا طويلان ومهيبيّن، وكان مميزاً بين الرجال، وحصل على ترشيح البر والأمانة وأصبح متدرباً، وعندما بدأت هيئات المتدربين الثلاثة ترشّح رؤساء البلدات، أصبح Zhao Yu من Langye رئيس Ju و Liu Yao من Donglai رئيس Xiayi و Wang Lang من Donghai رئيس Ziqiu و Zang Hong رئيس Qiu، وفي نهاية فترة حكم الامبراطور Ling استقال Zang Hong من منصبه وعاد إلى دياره، ودعاه المدير Zhang Chao لكي يصبح ضابط الامتيازات لديه.
قتل Dong Zhuo الامبراطور [عام 190م] ووضع أساس الدولة في خطر، وقال Zang Hong لـ Zhang Chao "عائلتك أيها المحافظ الحكيم تلقت كرم الدولة سنوات وأنت وأخوك تقودان مقاطعات عظيمة، الآن بيت الحكم في خطر ولمّا يُعاقب الوزراء الخونة، آن أوان رد الأبطال للدولة عطاءها، الآن حدود مقاطعتك آمنة والموظفون والناس آمنون ومزدهرون، فإن قرعت طبول الحرب ستحشد عشرين ألف رجل، وبهم تستطيع إبادة خونة الدولة وتصبح مثالاً بها، إن في ذلك عملٌ عظيم."
اتفق Zhang Chao مع ذلك وذهب مع Zang Hong غرباً ووصل إلى Chenliu وقابل أخاه Zhang Miao وخطط معه، وكان لدى Zhang Miao نفس النوايا، واجتمعوا في Suanzao وقال Zhang Miao لـ Zhang Chao "يا أخي الأصغر، سمعت أنك أصبحت مدير مقاطعة لكنك لا تحكم بنفسك وتحافظ على السلطة بل تعتمد على Zang Hong، من هذا الـ Zang Hong؟" فأجاب Zhang Chao "مهارة Zang Hong وحكمته أعظم من مهارتي وحكمتي، وأنا أفضّله جداً، هو بطلٌ استثنائي في الدولة."
فاستدعى Zhang Miao وقابل Zang Hong وتحدث معه وأُعجب به جداً وعرّفه على Liu Dai مفتش إقليم Yan و Kong Zhou مفتش اقليم Yu وأصبح الإثنان أصدقاء مقربين لـ Zang Hong.
ثم أقاموا [قادة التحالف] مذبحاً [منصة لتقديم القرابين أو لإقامة العهود] وأقسموا عهداً على التحالف معاً، وقدّم كل قادة الأقاليم والمقاطعات الآخر ولم يجرؤ أيٌ منهم على تولي القيادة [قيادة شعائر القسم على الحلف] ثم رشّحوا جميعاً Zang Hong، فصعد المذبح وأمسك بصحن القرابين ودهن شفتيه بالدم وأقام العهد قائلاً "بيت الـ Han يعاني من سوء المنقلب، والحكم الامبراطور فقد سيطرته، والوزير الخائن Dong Zhuo استغل فرصة الشقاق ليُلحق الأذى، وتصاعدت المصيبة أعلى الدرجات وهطل الظلم على العامة، الكل يخشى من دمار أساس الدولة وانقلاب المناطق جميعها، Liu Dai مفتش إقليم Yan و Kong Zhou مفتش إقليم Yu و Zhang Miao مدير Chenliu و Qiao Mao مدير Dongjun و Zhang Chao مدير Guangling وآخرون لتوحيد الجنود الأشراف لحل مشكلة الدولة معاً، يجب تظافر قلوب وقوى كل من في تحالفنا نحو أن نصبح أتباعاً مخلصين، ويجب أن لا تراودنا الشكوك حتى في مواجهة خطر قطع الرقاب وسكب الدماء، ومن يخرق هذا العهد سيخسر حياته ولن يكون له خلف، ولتشهد على ذلك السماء والأرض وأرواح الأسلاف!" قال Zang Hong هذه الكلمات بروح متوهجة ودموع منغمرة، وتأثر بها كل من سمعها حتى الجنود والخدم، وعزم الجميع بذل قصارى جهدهم، وبعد ذلك بقليل لم تتقدم الجيوش ونفدت المؤن وتشتت الجمع.
المؤرخ Pei Songzhi: لم يشهد العهد إلا Liu Dai وما مجموعه خمس رجال فقط، أما إشراك حواليات Weishi لـ Liu Biao وبعضة رجال غيره فذلك ليس صحيحاً، احتل Liu Biao نهري Jiang و Han وحماهم ولم يغادر حدوده قط، كيف له أن يكون مع Zang Hong على المذبح يقسم عهد التحالف؟
قام Zhang Chao بإرسال Zang Hong إلى المشير الرئيسي Liu Yu للتخطيط، لكن آنذاك كانت هناك مشاكل Gongsun Zan، فلمّا وصل Zang Hong إلى Hejian وجد جنود إقليميّ You و Ji يقتتلون فلم يقدر على إكمال مهمته، وقابله Yuan Shao وأُعجب به جداً وصادقه حتى صعُب تفريقهما، وآنذاك كان Jiao He مفتش إقليم Qing قد مات للتو فأرسل Yuan Shao صديقه Zang Hong لكي يدير إقليم Qing ويطمئن شعبه.
حواليات Jiuzhou: خلال سنوات 190م-193م أصبح Jiao He مفتش إقليم Qing، وآنذاك انتفض الأبطال وكانت الأوشحة الصفراء تنهب بعنف، وسعى Jiao He للإنضمام إلى التحالف ودخول العاصمة لكنه لم يمد شعبه بأي دفاع وقاد جيشه على امتداد النهر [الأصفر] غرباً وبعد ذلك بقليل هُزم السيدان Yuan Shao و Cao Cao أمام الجنرال Dong Zhuo في Xingyang شر هزيمة، وانتشرت الأوشحة الصفراء وقتلت ودمرت المدن والقرى ولم يقدر Jiao He على مقاومتهم ومع أن أسلحة الجيش كانت جيدة والجنود كُثُر، لم يستعمل الجواسيس أو الكشافة وخاف كلما سمع أي إشاعة بتحرك العدو وهرب فور رؤية اللصوص ولم يرَ غبار الحرب أو بيارقها ولم يسمع طبولها وأراد صناعة حاجز جليدي في النهر لمنع اللصوص من عبوره ولذلك دعا وصلى للأرواح لتجلب له النصر المؤكد إن قاد الجنود، وكان دائماً يمشي خلف المنجمين ويضع السحرة على جانبيه، ومع أن فصاحته بلغت السحاب، كان مضطرباً مشتتاً في المعارك ولم يعرف ما يفعل، فيأس الإقليم وخرب كل شيء.
بقي Zang Hong في الإقليم سنتين وهرب كل اللصوص، وتنهد Yuan Shao معجباً به ونقله إلى منصب مدير Dongjun واتخذ Dongwuyang مركزاً له، وعندما أطبق Cao Cao الحصار على Zhang Chao في Yongqiu قال Zhang Chao "يمكننا الاعتماد على Zang Hong، سيأتي نجدةً لنا" واعتقد الجميع أنه بما أن Yuan Shao وCao Cao كانا في سلام، وأن Zang Hong كان يخدم Yuan Shao، بالتأكيد لن يخرق التحالف ويجلب الدمار لهم من بعيد، فقال Zhang Chao "إن Zang Hong بطل الدولة الشريف ولن يدير لي ظهره، إنما أخشى أن يُمنع من المجيء."
سمع Zang Hong بذلك وفعلاً جاء حافياً يبكي وجمع جنده وذهب يطلب Yuan Shao الجنود والجياد لنجدة Zhang Chao لكن Yuan Shao لم يزل يرفض، وأبيد Zhang Chao وعشيرته، فغضب Zang Hong على Yuan Shao وقطع علاقته وتواصله معه، وقاد Yuan Shao جنوده ليحاصره ولمّا يغلبه بعد سنة من الحصار، Yuan Shao أمر Chen Lin والذي كان من نفس موطن Zang Hong بكتابة رسالة لـ Zang Hong يعلمه بسوء موقفه ويذكره بواجبه وإخلاصه، فأجاب Zang Hong "تباعدنا منذ زمن، فلازمني الشوق في اليقظة والمنام، ومع أنّ بيننا خُطًى معدودة، فإنّ اختلاف السعي والمبدأ حال دون اللقاء، فكان في ذلك من الأسى ما يمزّق القلب!
مؤخرًا وصلني كتابك الكريم، تذكر فيه مناقب ومثالب موقفي، وتشرح فيه النعم والنكبات المحتملة، والمصالح العامة والشخصية، أما تأخّري في الجواب، فسببه أن علمي قاصر وموهبتي واهنة، لا تنهض للرد على بلاغة توبيخك، ثم إنك اليوم تصاحب سيدك وبيتك في الشرق، بينما أنا عدوٌّ!
قد يسمي البعض أداؤك هذه الواجبات لغيرك وفاءً وإخلاصاً، إنما انجرفت نحو المذنب، وباتت كلماتك الحلوة مهينة، أضعت مبادئك وأصبحت تائهاً، فكيف لك أن تتعاطف مع غيرك؟ زد عليها أن موهبتك العظيمة ومعرفتك بمبادئ الأسلاف لم تسعفك لفهم أفكاري فأصبحت كالغبي على طرف الشارع.
كل ما قلتَه كنت أعرفه، كلماتك لا معنى لها ولا أحاسيس، وليست إلا لدفع الضرر عن نفسك، إن كان علينا أن نتناظر مطولاً حول الحق والباطل، فأنا أقول أن معايير الحق والباطل تختلف حول العالم، ولذلك فالنقاش حول ذلك لا يزيده بيانًا، وتركه لا يُنقص منه شيئًا، وقد ذكرتَ وجع الفُراق وقطع الوُدّ، وهذا ما لا أطيقه، لذا نبذت القلم والورق ولم أكتب جوابًا، راجيًا أن تستشفّ قصدي من بعيد، وتدرك أنّ أمرك قد عُزم عليه ولن يتغيّر، لكنّي ما لبثتُ أن تلقيتُ منك رسالة أخرى، تستشهد فيها بالأمثال من القدماء والمحدثين في ستّ صحائف متتابعة، فمع أني عزمت على الصمت، قد بدا لي استحالة الأمر!
أنا رجلٌ تافه صدف أن حصل على منصب، ولستُ أهلاً للإشراف على إقليم عظيم لكنني نلت الحظوة المديدة، ولا أجد اليوم لذة في استلال سيفي، كلّما صعدت أسوار الحصن لأقود الجند، نظرت إلى رايات مولاك وطبوله، وتذكرت معاناة خليلي القديم، وأمسكت القوس ووترت السهم، فإذا الدموع قد غمرت وجهي من غير شعور، ولِمَ ذلك؟ لأنني في سبيل سيدي القديم لا أجد في نفسي ندماً.
لقد عاملني مولاك بما يفوق نظراءه، حين تقلّدتُ المنصب أول مرة، أقسمت أن أعمل خيراً إلى النهاية، وأننا معًا سنخدم العرش، فمن كان يظنّ أن ابن السماء سيعاني، وأن إقليمنا [موطننا] سيُغزى، وأن قائد المقاطعة سيواجه خطراً عظيماً مثل ما حدث في Youli؟ سقطت Chenliu وأردت أن أقود جنوداً للإغاثة لكن خُططي مُنعت، فلطّخ بذلك اسمي البار والوفي كما لو أن عصاً جلدت ظهري، ونكبت خليلي، فموازنةُ الأمرين بيّنة: بين أن أخسر سمعتي بالوفاء لسيدي أو بالعدل لخليلي، الفارق كبير، وطبيعة العلاقة مختلفة، لذا أكبح دموعي وأقطع العلاقات، لو أني أجبرت مولاك على إبداء شيءٍ من العطف على خليل قديم، فاحترم من بقي، وكفّ عن البطش بمن انصرف، ولم يجعل السيف والقيد ركيزة سلطانه، لما اقتديت بـ Jizha ولما كنت لأقاتله اليوم، كيف آلت الأمور لهذا؟ في الماضي اعتلى Zhang Jingming المذبح ودهن شفتيه بالدماء [ليقسم عهداً] واستقال وغادر ثم أُرسل إلى Han Fu محافظ إقليم Ji لكي يقنعه بالاستسلام وبهذا حصل سيدك على الأرض، لكن لاحقاً لقي الموت والعقوبة دون أن يفهم شيئاً لمجرد أنه قبل إقطاعية وتوظيفاً من مسؤول في البلاط.
المؤرخ Pei Songzhi: أرسل Yuan Shao كلاً من Zhang Jingming و Guo Gongze و Gao Yuancai وآخرين ليتحدثوا مع Han Fu ويقنعوه بتسليم إقليم Ji، ولذلك فإن Jingming شارك في إنجاز إقناع Han Fu بالاستسلام، أما شأن الآخرين فليس واضحاً.
جاء Lu Bu يطلب اللجوء بعد أن عاقب Dong Zhuo، وطلب جنوداً لكنه لم يحصل عليهم، فعلى أي جرم أُجبر على الفرار؟ بل هوجم وبالكاد نجا من الموت، خدم Liu Ziqi فترة طويلة بكل احترام، واستقال لكنه لم يحصل على الإذن [بالمغادرة]، وخشي [بطش] السلطة واشتاق لأهله فكذب وهو يطلب أن يُطلق، يمكن القول أنه كان باراً مخلصاً في نواياه، ولم يكن ينوي الهيمنة على السلطة، لكنه ضُرب إلى الموت وهلك دون عدل.
المؤرخ Pei Songzhi: أرسل Gongsun Zan قائمة بجرائم Yuan Shao ذكر منها "حشد Yuan Shao وجنرال مخلب النمر السابق Liu Xun الجنود معاً وكان Liu Xun نشطاً لكن Yuan Shao قتله بعد شجار يسير، وهذه جريمة Yuan Shao السابعة" لعل هذا هو Ziqi.
مع أنني عاجز، ولا استدل على النهاية بالبداية، ولا أميز الكبير بمعرفة الصغير، ولا أقدر على تخمين نوايا سيدك، لكن كيف يحق القول أن هؤلاء الثلاثة استحقوا الموت، أو أن عقوباتهم كانت ملائمة؟ هو أراد توحيد شرق الجبال، وزاد جنوده، لكنه خشي المحاربين وشك بهم ولم يقدر على السيطرة عليهم لذلك نبذ الأوامر الإمبراطورية في سبيل تأسيس حكمه ورحّب بالشرفاء لكنه قتل كل من رغب بتركه، وكل ذلك كان لنفع سيدك وليس لتحقيق طموحات هؤلاء الأبطال المرتحلون، لذلك اتخذت العظة من سير السابقين الذين استسلموا وأنهكوا أنفسهم وقاتلوا إلى الموت، ومع غبائي إلا أني سمعت كلام الحكماء.
إن هذا ليس نيتي، بل من صنع مولاك، ولهذا يجب أن أتبرأ من دولتي وناسي وآمر بحماية المدينة، ولذلك السبب يجب أن أنحرفَ عن طريق الرجل الفاضل وأن لا أتبّع سبيل الدولة العدوة، ولذلك نلتُ غضب سيدك وهاجمني زمناً، إلا أنك تتلو تعاليم الحق هذه لإرشادي، أليس هذا قولاً يخالف الفعل؟ ومسلكاً لا يليق بمن يواجه النوائب من أهل المروءة؟
سمعت أن المروءة هي أن لا يدير المرء ظهره لعشيرته، وأن الوفاء هو أن لا ينبذ الرجل سيده وحاكمه، ولهذا اتخذت السيد الشرقي [Zhang Chao] والذي هو من نفس موطني على أنه من عشيرتي وساندته بصفتي ضابطاً في المقاطعة على تثبيت أساس حكم الدولة، وبفعل واحد حصدت الوفاء والبر، ما الخطأ بذلك؟ لكنك تأمل أن أنسى أصلي وأنبذ عشيرتي واتخذ سيدك مولاً لي.
أما معاملة سيدك لي، هو في سنه بمقام أخي الأكبر، وفي عاطفته مقام نعم الصديق، لكن السبل افترقت بنا فرحلت، والطاعة تشمل إرضاء المولى والقريب، لكن وفق كلامك كان على Bao Xu رد روحه لـ Wu Yuan بدلاً من البكاء في بلاط Qin، وإن كنتَ لا تبتغي إلا تجنب الأذى، فمن يعلم صدق كلماتك؟ ولعلّك إن رأيت الحصار ممتدًّا والإغاثة متأخرة، أشفقَ قلبك على روابط النسب والقرابة، حتى رضيت بالخضوع لتنجو بحياتك، مفضّلًا محبّة القريب على صون الحقّ، فهذا إنما يقلبُ ما ينبغي أن يُحفظ.
في الماضي لم يستسلم Yan Ying وما فكر إلا بسل سيفه، ولم يلوِ مؤرخي الجنوب السجلات أقلامهم لإنقاذ أنفسهم، ولذلك حُفظت أشكالهم في الرسومات وتناقلت الأجيالُ أسماءهم، ثم إني أعتمد على صلابة هذه الأسوار وقوة هؤلاء الجنود الخيار والشعب، وهذه المؤن التي جُمعت ثلاث سنين، وأعتقد أن لي ما يكفي سنة كاملة فأتحملُ الفقر وأصلحُ النقص، وليست السعادة في هذه الدنيا في بناء بيت أو حرث حقل، بل أخشى أن تهب رياح الخريف فتثير الغبار، وتأتي جياد Gongsun Zan جنوباً أو أن يسبب Zhang Yang أو Zhang Yan المشاكل، فيُبلغُك ضباط الجنود بالمشاكل العاجلة في البلدات وتستغيث الأطراف والأعضاء، فيتوسل إليك المساعدون بسحب القوات.
يجب أن يعتبر سيدُك شعبَنا وموظفينا فيُرجع بيارقه ويسحب ضباطه ويدير جنوده في Ye، كيف يصح أن يطول تتبعه للغضب كل هذا الوقت ويضغط بقسوة على أسوارنا؟ أنت تسخر مني فتقول أنني أعتمد على اللصوص الجبل الأسود لنجدتي، لكن أليس ذلك مثل طلب التحالف مع الأوشحة الصفراء؟ ثم أن طائر السنونو [Zhang Yan، قائد لصوص الجبل الأسود] حصل على تعيين من البلاط الإمبراطوري الآن، في الماضي Liu Bang هزم Peng Yue في Juye، وأسس Liu Xiu مركزه في Lulin، ومن هناك أمكنهم التحليق كالتنين وتحقيق أهدافهم الإمبراطورية، فإن استطاع المرء إعانة سيده على إحداث تغيير عظيم، فما داعي الشك؟ أنا أؤمن برسائل الحاكم وختومه واقتدي بها.
كفى يا Kongzhang! أنت تطلبُ المغانم من الغير أما Zang Hong فاختار الموت في سبيل سيده وقريبه، أنت يا صديقي تنحني لقائد التحالف، لكن Zang Hong ينحاز للإمبراطور في Chang'an، تقولُ أني سأموت ويُنسى اسمي، لكني أضحك لأنك بلا اسم في حياتك ولا إرثٍ في مماتك، واحسرتاه! قد اجتمعنا في الأصل والآن تحتم علينا الفراق، فابذلْ الجهد وأبذلُ الجهد فما بعد ذلك يقال؟"
قرأ Yuan Shao رسالة Zang Hong وعلم أنه لا نية له بالاستسلام، فزاد الجنود وشدد الهجوم، ونفد الطعام داخل المدينة وانقطع الأمل بالإغاثة من خارج المدينة، وعلم Zang Hong أنه لا مفر له فجمع موظفيه وجنوده وقال لهم "ليس لـ Yuan Shao مبادئ، ونواياه خائنة كما أنه لم ينقذ قائد مقاطعتي، لا بد أن أموت في سبيل مبادئي لكن، يا سادة، ليس هناك سبب لتشاركوني هذه النكبة، يمكنكم جميعاً الرحيل بزوجاتكم وأبنائكم قبل سقوط المدينة" الموظفون والضباط والجنود والناس كلهم بكوا وقالوا "في بادئ الأمر لم يكن هناك بغضاء بينك أيها المحافظ و Yuan Shao لكنك أوذيت في سبيل قائد المقاطعة الذي عيّنته الحكومة، كيف لشعبك أن يطيق التخلي عنك؟"
في بادئ الأمر كان هناك فئران وجلود وغضاريف من الممكن غليُها، لكن بعد ذلك لم يكن هناك شيء يؤكل، وعثر كاتب السجلات على شيء من الأرز في مطبخ المحظيات وطلب شيئاً منه لكي يصنع عصيدة، فتنهد Zang Hong وقال "كيف آكل هذا لوحدي؟" فزاد العصيدة ماءً ووزع الحساء على الجميع وقتل محظيته المفضلة لكي يُطعم ضباطه وجنوده، وبكى الجنود ولم يقدر أحد على رفع عينيه والنظر إليه، واستلقى ما مجموعه سبعمئة إلى ثمانمئة رجل وامرأة على الأرض وماتوا، لكن لم يتركه أحد ولم يتمرد.
سقطت المدينة وقبض Yuan Shao على Zang Hong حياً، وقابله Yuan Shao شخصياً وجلبه إلى خيمته وجمع كل الضباط في اجتماع لكي يشهدوه وقال "Zang Hong، كيف تنقلب عليّ هكذا؟ ألن تخضع اليوم؟" كان Zang Hong مستلقياً على الأرض لكن الغضب ظهر على عينيه وقال "خدم آل Yuan سلالة Han وكان بهم خمس وزراء على امتداد أربع أجيال، يمكن القول أنهم نالوا الحظوة، أما الآن وقد ضعف بيت الحكم، ليس منهم من ينوي مساندته، بل ينوون استغلال الوضع ويضمرون الشر ويقتلون الأوفياء لتثبيت سلطانهم الغدار، رأيتك بنفسي تدعو Zhang Miao من Chenliu أخاك الأكبر، وهذا يعني أن سيدي السابق [Zhang Chao] أيضاً أخوك الأصغر، هو ضم قوته لك خدمةً للدولة لإزالة الشر، كيف تُمسك قواتك وتشاهده يُذبح ويهلك؟ لا أندم إلا على أني لا قوة لي اليوم بأن أرفع سيفي مرة أخرى للثأر للعالم، ما هذا الكلام عن الخضوع؟" كان Yuan Shao بالأصل يفضّل Zang Hong وأمل بأن يجبره على الاستسلام فيعفو عنه، وعندما شاهد إصرار Zang Hong علم أنه لن يقدر على استعماله فقتله.
كتاب Sanguoping لـ Xu Zhong: كان Zang Hong عطوفاً ومشهوراً باستقامته، سعى لإنقاذ سيده السابق من الخطر، كفى بذلك سبباً للتعاطف معه، واستقامته وحدها تكفي لإلهام الضعفاء، لكن Yuan Shao كان أيضاً صديقاً مقرباً واستعمله على الإقليم والمقاطعة ومع أنه لم يكن بينهما علاقة سيد وتابع، كان هو [Yuan Shao] قائد التحالف ونال بذلك ثقتهم ولم ينبغِ أن يُخان، كان Yuan Shao و Cao Cao في سلام وسعى الإثنان لمساعدة البيت الامبراطوري، وتمرد Lu Bu بلا سبب ونيته التمرد وخلق الفوضى، لكن Zhang Miao و Zhang Chao نصّباه محافظاً على الإقليم دون شرعية، فوفق القانون الامبراطوري كلهم مجرمون، والسيد Cao عاقبهم وما كان امتناع Yuan Shao عن إرسال الدعم بلا سبب، ما كان ينبغي أن يطلب Zang Hong الجنود من Yuan Shao ولا أن يلومه، فلو لم يكن لـ Zang Hong ما يكفي من المخططين أو العتاد، كان له أن يبتغي النجدة من قوى أخرى، وإن لم تكن خططه وقوته تكفي للمساعدة في تسيير الأمور، كان من الأفضل أن يموت مع Zhang Chao بدلاً من مراقبة العراك، ما حمله على القسم لحماية المدينة إلى النهاية بتعنت حتى مات وأبيد قومه وفشل في تحقيق أي إنجاز؟ يا للخسارة!
كان Chen Rong طالب علم منذ صغره وكان من نفس بلدة Zang Hong وكان معجباً به وعمل نائب Dongjun لديه، وقبل سقوط المدينة أخرجه Zang Hong وعندما أقام Yuan Shao الاجتماع، رأى أن Zang Hong على وشك الموت فنهض وقال لـ Yuan Shao "أيها الجنرال، أنت بدأت عملاً عظيماً وأردت إزالة الشر في البلاد، لكنك اليوم تبدأ بإعدام رجل وفي وشريف، كيف تكون هذه إرادة السماء؟" أحس Yuan Shao بالعار وأرسل موظفيه لكي يقودوه إلى الخارج وقال "أنت لست زميل Zang Hong، لِمَ تضيّع نفسك؟" أجاب Chen Rong "المعيار هو الحق والإحسان، من يتبعهما هم الرجال الفضلاء، ومن يدير ظهره لهما هم الرجال الحقراء، أحبُّ إليّ أن أشارك Zang Hong يوم مماته، على أن أشاركك يوم حياتك أيها الجنرال" فقُتل هو الآخر، تنهد الحضور من حول Yuan Shao من شدة الإعجاب وقال بعضهم لآخر "كيف له أن يقتل بطليّن في يوم واحد؟!"
قبل هذا كان Zang Hong قد أرسل رائديّن لطلب العون من Lu Bu وعندما عادا كانت المدينة قد سقطت فانطلقا باتجاه المعركة وماتا.
Comments